تُمثل العائلة المكوّن الأساسي لكثير من المجتمعات ونقطة ارتكاز لجميع أنشطة أفرادها، حيث أن العائلة هي لبنة الأساس في البناء الاجتماعي، ومنطلق التنمية المستدامة للمجتمعات، فمن هذا الجانب تأتي أهمية تمكين العائلة، والمقصود بتمكينها هو أن تكون العائلة كيان مؤسسي قادر على توفير احتياجات أفراده، ومساهماً في رفاه المجتمع الذي ينتمي له، وهذا يتطلب الترابط والانسجام بين أفراد العائلة، لأنه كلما كانت العائلة متماسكة وفاعلة ومنتجة، كان المجتمع أكثر قوة وإنجازا، ويتطلب أيضًا أن تملك العائلة وأفرادها القدرة والإمكانات التي تجعلها تتسلم قيادة مصيرها ومصير أفرادها.

وهنا يأتي دور منصة عوائل في عملية تهيئة العائلة لتكون جاهزة لممارسة دورها الهام تجاه أفرادها وتجاه مجتمعها، وكذلك دعمها أثناء ممارستها هذا الدور بكل ما تحتاجه لتحقيق ما تصبو إليه، ولذلك تسعى منصة عوائل إلى إحداث نقلة نوعية في حياة العائلة وفي علاقتها وتعاملاتها الداخلية والخارجية، وتعمل منصة عوائل على تحقيق هذا من خلال بناء نظام بيئي عائلي حيوي وفريد من نوعه، يدار من قبل كيانات المنصة والتي تعمل مع بعضها البعض بتناغم وضمن رؤية عائلة أعمال لديها شغف بالعمل العائلي يمتد لسبعة أجيال، فهدفنا الأساسي هو تمكين العائلة، وهذا يكون من خلال إزالة ما يمنع، وتوفير ما يدعم العائلة على تحسين أوضاعها في الجانب الاجتماعي، والمعرفي، والصحي، والاقتصادي.

ومن المهم الإشارة إلى أن تمكين العائلة هي رحلة تبدأ من مؤسس العائلة وتستمر عبر أجيال العائلة، بلا شك هناك محطات أو انعطافات قد تتوقف العائلة عندها لبعض الوقت بسبب أو آخر، ولكن الرحلة لابد أن تستمر، لأن الحياة مستمرة، والاحتياجات لا تتوقف ولا تتغير، ولكن الظروف المحيطة بالاحتياجات هي التي تتغير، قد تكون المحطة التي توقفت فيها العائلة بخيارها ممتعة لبعض الوقت، وقد لا تكون، ولكنها بلا شك لن تكون ممتعة مع طول التوقف بها، لأن من سيدفع فاتورة التوقف الباهظة التكاليف هم أجيال العائلة، فيجب على العائلة أن تعمل بالحكمة المتوارثة "زرعوا فحصدنا ونزرع فيحصدون"، ولذلك رحلة تمكين العائلة هي من الرحلات التي يجب أن تستمر ما دام الإنسان مستمر على هذه الأرض.

ولذلك نسعى في منصة عوائل لاختيار شركاء متميزين، لديهم شغف واهتمام بالعائلة وتمكينها، ولديهم إيمان بدورها في المجتمع، ليكونوا شركاء نجاح لنا في تمكين العائلة من خلال مجموعة من الكيانات والمبادرات والتي تساعد العائلة على تحسين أوضاعها في الجوانب الاجتماعية، والمعرفية، والصحية، والاقتصادية، ونسعد بالتواصل مع شركاء النجاح سواء كانوا أفرادًا، أو عوائل، أو مؤسسات حكومية، أو مؤسسات ربحية وغير ربحية.