بدأت قصة العائلة وأعمالها منذ حوالي 200 سنة تقريبًا، حينما أنشأ مؤسس العائلة الشيخ أحمد بن راشد الوهيبي (الجيل الأول من العائلة) شركة الوهابا التجارية في الحلة بالحوطة (حوطة بني تميم)، في جنوب منطقة نجد (في المملكة العربية السعودية)، قرابة عام 1825م، وقد عملت الشركة في تجارة العرب التقليدية حيث شملت تجارة الإبل والتمور والقهوة والبهارات والأغذية بأنواعها واللؤلؤ والملابس والأثاث وغيرها، ووصلت قوافلها ومعاملاتها التجارية إلى الأحساء وقطر والبحرين والحجاز واليمن وعُمان بالجزيرة العربية، وكذلك الهند والعراق وإيران خارج الجزيرة العربية.
وقد كانت شركة الوهابا واحدة من أقدم وأبرز الشركات العائلية في الجزيرة العربية، فقد أسست سوق القاع في حلة الحوطة والذي ذاع صيته ضمن أهم أسواق منطقة نجد في تلك الحقبة، وأصبح سوق القاع والحلة هما مركزا الحوطة من ذلك الوقت إلى وقتنا الحاضر، وقد زار الرحالة البريطاني جي جي لوريمر منطقة نجد حوالي عام 1908م، في حياة الجيل الثالث من العائلة، حيث أشاد بشركة الوهابا في كتابه “دليل الخليج وعُمان وقلب الجزيرة العربية” ضمن عدد قليل جدًا من الشركات العائلية، تم ذكرهم في كتابه المكون من 14 مجلد والذي وثق فيه حياة أهل الجزيرة العربية في تلك الفترة من الناحية التاريخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية.
ومع وفاة الجيل الثالث من العائلة في عام 1951م وظهور النفط تغير نمط الحياة الاقتصادية بالمملكة، وتحول عمل العائلة من تجارة العرب التقليدية إلى تجارة العقارات والتي ركز عليها الجيل الرابع والخامس من العائلة وحققوا فيها عدد من الإنجازات، ويعتبر الشيخ إبراهيم بن عبدالله الوهيبي (الجيل الرابع من العائلة) من أوائل رجال الأعمال بالمملكة الذين أنشأوا المساهمات العامة العقارية، فلقد أسس مع اثنين من شركاءه مساهمة الشهابية العقارية بالأحساء، والتي تبلغ مساحتها حوالي 164 الف متر مربع، وقد تم طرح أسهمها لعموم الناس في عام 1974م، وتعتبر تلك المساهمة واحدة من المساهمات العامة الكبرى والأقدم بالمملكة بمقاييس ذلك الوقت، حيث أن طرحها تم في بداية الطفرة الأولى للمملكة مباشرة بعد ارتفاع أسعار النفط بنهاية عام 1973م، ولا يزال بعض أفراد الجيل الخامس في المجال العقاري ولكن بأعمال تجارية أصغر مما كان عليه الجيل الرابع، بسبب انشغالهم بأعمال أخرى.